فصل: (باب الواو والميم وما يثلثهما)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: معجم مقاييس اللغة ***


‏(‏باب الواو والكاف وما يثلثهما‏)‏

‏(‏وكل‏)‏

الواو والكاف واللام‏:‏ أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على اعتمادِ غيرِكَ في أمرك‏.‏ من ذلك الوُكَلة، والوَكَل‏:‏ الرّجُل الضّعيف‏.‏ يقولون وُكَلَةٌ تُكَلَةٌ‏.‏ والتوكُّل منه، وهو إظهار العَجْز في الأمر والاعتمادُ على غيرك‏.‏ ووَاكَلَ فلانٌ، إذا ضَيَّع أمرَهُ مُتَّكِلاً على غيره‏.‏ وسُمِّي الوكِيلُ لأنّه يُوكَلُ إليه الأمر‏.‏ والوَِكال في الدّابّة‏:‏ أن يتأخَّر أبداً خَلْفَ الدّوابّ، كأنّه يَكِلُ الأمرَ في الجَرْيِ إلى غيرِهِ‏.‏ وفي شعر امرئ القيس‏:‏‏

* لا يواكل نَهْزها *‏

أي لا يبطئ؛ وأصله من المُواكَلَة‏.‏ ‏[‏و‏]‏ وَاكَلْتُ الرّجلَ، إذا اتَّكَلتَ عليه واتَّكَلَ عليك‏.‏ ويقولون‏:‏ الوَِكَالُ في الدّابّة‏:‏ أن يسير بسَيْرِ الآخَر‏.‏‏

‏(‏وكم‏)‏

الواو والكاف والميم كلمةٌ‏.‏ يقولون‏:‏ وُكِمَت الأرضُ إذا وُطِئَتْ‏.‏ وَوَكَمَه الأمْرُ‏:‏ حَزَنَهُ‏.‏ وَوُكِمَ‏:‏ رُدَّ‏.‏‏

‏(‏وكن‏)‏

الواو والكاف والنون‏.‏ يقولون لعُشِّ الطّائر‏:‏ وَكْن، ويجمعُ وُكنات‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏"‏أقِرُّوا الطّيرَ في وَكناتها‏"‏‏.‏ ويقولون‏:‏ توكَّنَ، في معنى تَمكَّنَ‏.‏‏

‏(‏وكا‏)‏

الواو والكاف والحرف المعتل‏:‏ أُصَيلٌ يدلُّ على شَدِّ شيء وشِدَّة‏.‏ منه الوِكَاء‏:‏ الذي يُشَدُّ به‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏"‏احفَظْ عِفاصَها ووِكاءَها‏"‏‏.‏ وتقول‏:‏ سألته فأوكى عَلَيَّ، أي بَخِلَ، كأنَّه قد شَدَّ، وإنَّ فُلاناً لَوِكاءٌ ما يَبِضُّ بشَيء‏.‏ قال أبو عُبيدٍ في حديث الزُّبير‏:‏ ‏"‏أنَّه كانَ يُوكِي بينَ الصَّفا والمَرْوَة‏"‏، قال‏:‏ أي يَملأُ ما بَينَهما سَعياً، كما يُوكَى السِّقاءُ بعد المَلْء‏.‏‏

ومن الباب تَوَكَّأْتُ على كذا، أي اتَّكَأتُ، لأنَّه يتشدَّدُ به ويتقوّى به‏.‏ وأوكأت فلاناً إيكاءً‏:‏ نصَبْتُ له مُتَّكَأً‏.‏‏

‏(‏وكب‏)‏

الواو والكاف والباء‏:‏ كلمتان تدلُّ إحداهما على الانتصاب والأخرى على ضَرب من السَّير‏.‏‏

الأول الوَكْب‏:‏ الانتصاب‏.‏ والواكِبَةُ‏:‏ القائمةُ من قوائم السَّريرِ أو غيره‏.‏ ومن الباب‏:‏ وَكَبَ العِنَبُ‏:‏ أخَذَ في النُّضْج‏.‏ وذلك حين يمتلئُ ماءً وينضَح حَبُّه‏.‏‏

والثاني الوَكَبان‏:‏ مِشْيَةٌ في دَرَجان‏.‏ يقال ظَبيةٌ وَكُوبٌ‏.‏ والمُوكِبُ‏:‏ الطَّائر إذا تهيَّأَ للطَّيَران‏.‏‏

‏(‏وكت‏)‏

الواو والكاف والتاء‏:‏ كلمة وهي الوَكْتَة، كالنُّكْتة في الشَّيء‏.‏ ويقال للرُّطَبة إذا تقطَّعت‏:‏ قد وَكَّتَتْ‏.‏‏

‏(‏وكح‏)‏

الواو والكاف والحاء‏:‏ كلمةٌ تدلُّ على صلابةٍ وشِدّة‏.‏ منه الأوْكح‏:‏ الحَجَر‏.‏ وحَفَر حتى أوكَح، أي وَصَلَ إلى حجرٍ لا ينفُذُ فيه الحديد‏.‏ واستَوْكح الفَرْخُ‏:‏ غَلُظَ‏.‏ وهذه فِراخٌ وُكُحٌ‏.‏‏

‏(‏وكد‏)‏

الواو والكاف والدال‏:‏ كلمةٌ تدلُّ على شَدٍّ وإحكام‏.‏ وأوكِدْ عَقْدَكَ، أي شُدّه‏.‏ والوِكاد‏:‏ حبل تُشَدُّ به البقرة عند الحَلْب‏.‏ ويقولون‏:‏ وَكَدَ وَكْدَهُ، إذا أمَّه وعُنِيَ به‏.‏‏

‏(‏وكر‏)‏

الواو والكاف والراء‏:‏ أصلٌ صحيح ليست كَلِمُهُ على قياسٍ واحد، لكنّها أفراد‏.‏ فالوَكَرَى‏:‏ ضَرْبٌ من العَدْو‏.‏ والوَكَّار‏:‏ الرّجُل العَدَّاء‏.‏ والوَكَرَى من النِّساء‏:‏ الشَّديدة الوطءِ إذا مَشَتْ‏.‏ وكَرْتُ الإناءَ‏:‏ ملاتُه‏.‏ ووَكَر بطنه‏:‏ مَلأه‏.‏ والوَكِيرة‏:‏ الطَّعام يُتَّخَذ للبِناء‏.‏ والواكِرُ‏:‏ الطائر يدخُل وَكْرَه‏.‏ والوُكْرَة‏:‏ المَوْرِدَةُ إلى الماء‏.‏‏

‏(‏وكز‏)‏

الواو والكاف والزاء بناءٌ صحيح؛ يقال وكَزَه‏:‏ طعَنَه‏.‏ ووكَزه‏:‏ ضَربه بجُمْع كفِّه‏.‏ ‏[‏و‏]‏ وَكَزَه‏:‏ دَفَعه‏.‏‏

‏(‏وكس‏)‏

الواو والكاف والسين‏:‏ كلمةٌ تدلُّ على نَقصٍ وخُسْران‏.‏ فالوَكْس‏:‏ النَّقْص‏.‏ وَكَسْتُه‏:‏ نَقَصْتُه‏.‏ ووُكِسَ الرّجلُ وأُوكِسَ‏:‏ خَسِر‏.‏ وبَرَأت الشّجَّةُ على وَكْسٍ، إذا لم يتمَّ بُرؤُها‏.‏‏

‏(‏وكع‏)‏

الواو والكاف والعين كلمتان‏.‏ إحداهما تدلُّ على قوّة، والأخرى على نوعٍ من الضَّرب‏.‏‏

الأولى قولهم‏:‏ سِقاءٌ وكيعٌ، أي قويٌّ لا يَسِيل منه شيء، ويقال‏:‏ استَوْكَعَتْ مَعِدتُه اشتدَّت‏.‏ ومنه قياس اسم وَكِيع‏.‏ والوَكَع في الإماء من هذا، وهو مَيَلانٌ في صَدْر القَدَم نحْوَ الخِنْصر‏.‏ وإنّما كان في الإماء لأنَّهن يكْدُدْنَ‏.‏ وفرسٌ وَكيعٌ‏:‏ صُلْب‏.‏‏

والأخرى قولهم‏:‏ وكعَتْهُ العقربُ بإبرتها‏:‏ ضرَبَتْه‏.‏ وَكعَت تَكَعُ وَكْعاً‏.‏ منه وَكع النّاقةَ‏:‏ حَلَبَها‏.‏ وبات الفصيلُ يَكَعُ أُمَّه الليلة‏.‏‏

‏(‏وكف‏)‏

الواو والكاف والفاء‏:‏ أصلٌ صحيح ليست كلِمهُ على قياسٍ واحد‏.‏ فالوَكْفُ وَكْفُ البيت، وهو الوَكيف أيضاً‏.‏ واستَوْكَف‏:‏ استَقْطَر‏.‏‏

والوِكاف لغةٌ في الإكاف‏.‏ والوَكَف‏:‏ الإثْم والعَيب‏.‏ والتوكُّف‏:‏ التَّوقُّع، ولعلّه أصلُه انتظار الوكف‏.‏ والوَكَفُ‏:‏ مطمئِنٌّ من الأرض‏.‏ ووَكَفُ الجبَل‏:‏ أََسافِله قال‏:‏‏

* يَعلُو دكاكيك ويعلو وَكَفا *‏

والوَكْف النَّطْع‏.‏ وليس في هذا الأمر وَكَفٌ، أي فسادٌ وضَعْف‏.‏‏

‏(‏باب الواو واللام وما يثلثهما‏)‏

‏(‏ولم‏)‏

الواو واللام والميم، فيه كلماتٌ تتشاكل‏.‏ يقولون‏:‏ الوَلْم‏:‏ الحِزَام‏.‏ والوَلم‏:‏ حبلٌ يُشَدُّ بين التَّصدير والسَّفيف لئلاَّ يَقْلَقا‏.‏ ويقال الوَلْم‏:‏ كلُّ خيطٍ شَددتَ به شيئاً‏.‏ وليس يبعد أن يكون اشتقاقُ الوَلِيمة من هذا، لأنه يكون عند عقد النِّكاح‏.‏ وأهل اللُّغة يقولون‏:‏ طعام العُرْس وَليمة‏.‏

‏(‏وله‏)‏

الواو واللام والهاء‏:‏ أصلٌ صحيح يدلُّ على اضطرابِ شيء أو ذهابِه ‏[‏يقال‏:‏ رجلٌ‏]‏ والهٌ وامرأة والهٌ ووالهة‏.‏ قال الأعشى‏:‏

فأقبلَتْ والِهاً ثَكْلَى على عَجَلٍ *** كُلٌّ دَهَاها وكلٌّ عندَها اجتمعا

والموَلَّهُ‏:‏ الذي ولِّه عَقْلُه‏.‏ وعَينٌ مُوَلَّهة، إذا أُرسل ماؤُها فذَهبَ في الصّحارى‏.‏ ومنه التَّوليه‏:‏ أن يفرَّق بين المرأة وولدِها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏"‏لا تولّه والدةٌ عن وَلَدها‏"‏‏.‏

‏(‏ولي‏)‏

الواو واللام والياء‏:‏ أصلٌ صحيح يدلُّ على قرب‏.‏ من ذلك الوَلْيُ‏:‏ القرْب‏.‏ يقال‏:‏ تَباعَدَ بعد وَلْي، أي قُرْبٍ‏.‏ وجَلَسَ ممّا يَلِيني، أي يُقارِبُني‏.‏ والوَلِيُّ‏:‏ المَطَر يجيءُ بعد الوَسْميّ، سمِّي بذلك لأنَّه يلي الوسمِيّ‏.‏

ومن الباب المَوْلَى‏:‏ المُعْتِقُ والمُعْتَق، والصَّاحب، والحليف، وابن العَمّ، والنَّاصر، والجار؛ كلُّ هؤلاءِ من الوَلْيِ وهو القُرْب‏.‏ وكلُّ مَن ولِيَ أمرَ آخرَ فهو وليُّه‏.‏ وفلانٌ أولى بكذا، ‏[‏أي أحرى به وأجدر‏.‏ فأمَّا قولهم في الشتم‏:‏ أولى لكَ فحدّثني علي بن عمر قال‏:‏ سمعت ثعلباً‏]‏ يقول‏:‏ أولى تهدُّد ووعيد‏.‏ وأنشد‏:‏

فأوْلَى ثمَّ أولَى ثم أوْلَى *** وهل للدَّرِّ يُحْلَبُ مِن مَرَدِّ

وقال الأصمعيّ‏:‏ معناه قارَبَه ما يُهلكُه، أي نَزَل به‏.‏ وأنشد‏:‏

فعَادَى بين هادِيَتينِ منها *** وأولَى أن يزيدَ على الثَّلاثِ

أي قارب أن يزيد‏.‏ قال ثعلب‏:‏ ولم يقل أحدٌ ‏[‏أحسَنَ‏]‏ مما قاله الأصمعيُّ في أولى‏.‏ وقال غيره‏:‏ أولى تحسيرٌ له على ما فاتَه‏.‏ والوَلاَء‏:‏ الموالون‏.‏ يقال هَؤلاء وَلاءُ فلانٍ‏.‏ والوَلاء أيضاً‏:‏ ولاءُ المُعْتَق، وهو أن يكون ولاؤه لمُعْتِقِه، كأنَّه يكون أولى به في الإرْثِ من غيره إذا لم يكن للمُعْتِق وارثُ نَسَب‏.‏ وهو الذي جاء في الحديث‏:‏ ‏"‏نَهَى عن بيع الوَلاَء وهِبَتِه‏"‏‏.‏ ووالَيْتُ بين الشَّيئين، إذا عادَيْتَ بينهما وِلاءً‏.‏ وافعَلْ هذا على الوِلاء أي مُرَتِّبا‏.‏ والباب كلُّه راجعٌ إلى القُرْب‏.‏

‏(‏ولب‏)‏

الواو واللام والباء‏.‏ يقولون‏:‏ إنَّ فيها بابين أحدهما يدلُّ على نَماءٍ، والآخَر على ذَهاب‏.‏

أمَّا الأوَّل فالوَالِبَة‏:‏ الزَّرْعة تَنْبُتُ من عُروق الزَّرعة الأولى‏.‏ ووالِبَةُ الإبلِ‏:‏ نَسْلُها‏.‏ ووَلَبَ الشَّيءَ‏:‏ وَصَلَه‏.‏

والآخر الوالب، قال الشَّيباني‏:‏ هو الذَّاهب في وجهه‏.‏ يقال‏:‏ ولَبَ في ذلك الوَجْه‏.‏ قال‏:‏

رأيت جُرَيَّا والباً في ديارهمْ *** وبئسَ الفتى إنْ نابَ أمْرٌ بمُعْظَمِ

‏(‏ولث‏)‏

الواو واللام والثاء، فيه كلمتان‏.‏ يقال‏:‏ بينهم وَلْثٌ، أي عهد‏.‏

والأخرى وَلثَه بالعصا يَلِثُه وَلْثاً‏.‏ ووَلَثَت المَطَرةُ الأرضَ، إذا ضَرَبت‏.‏

‏(‏ولج‏)‏

الواو واللام والجيم‏:‏ كلمةٌ تدلُّ على دُخول شيء‏.‏ يقال وَلَج في مَنزِلِه ووَلَجَ البيتَ يَلِجُ وُلُوجاً‏.‏ والوَليجة‏:‏ البِطانةُ والدُّخَلاء‏.‏ ‏[‏و‏]‏ يقال رجلٌ خُرَجَةٌ وُلَجةٌ‏:‏ كثيرُ الخروج والوُلوج‏.‏ والوَلِجَة‏:‏ وجَعٌ يَلجُ جَوفَ الإنسان‏.‏ ويقولون‏:‏ الوَلَج‏:‏ الطَّريق في الرَّمْل، وهو من القياس‏.‏

‏(‏ولح‏)‏

الواو واللام والحاء‏.‏ يقولون‏:‏ الوَلِيح‏:‏ الجُوالِق، الواحدة وليحة‏.‏ قال‏:‏

* جُلِّلنَ فَوقَ الولايا الوَليحَا *

‏(‏ولخ‏)‏

الواو واللام والخاء‏.‏ يدلُّ على اختلاط‏.‏ يقال ائتَلَخَ العُشب ائتلاخاً، إذا عَظَم وطال واختلَطَ بعضُه ببعض‏.‏ ووقع القوم في ائتلاخٍ، أي اختلاط‏.‏ وزعم ناسٌ أنّ هذا من باب الهمزة واللام والخاء، وقد ذُكِر هنالك‏.‏

‏(‏ولد‏)‏

الواو واللام والدال‏:‏ أصلٌ صحيح، وهو دليل النَّجْل والنسْل، ثمَّ يقاس عليه غيرُه‏.‏ من ذلك الوَلَد، وهو للواحد والجميع، ويقال للواحد وُلْدٌ أيضاً‏.‏ والوَليدةُ الأنثى، والجمع ولائد‏.‏ وتَولَّدَ الشّيءُ عن الشّيء‏:‏ حَصَل عنه‏.‏ واللِّدَة نُقصانُه الواو لأنّ أصله وِلْدَة‏.‏

‏(‏ولذ‏)‏

الواو واللام والذال‏.‏ من غرائب ابن دريد‏:‏ الوَلْذ‏:‏ سرعةٌ في المَشْيِ والحَركة، ووَلَذ يَلِذ‏.‏

‏(‏ولس‏)‏

الواو واللام والسين‏:‏ كلمةٌ تدلُّ على ضَربٍ من السَّير‏.‏ الوَلَسان‏:‏ العَنَق في السَّير‏.‏

‏(‏ولع‏)‏

الواو واللام والعين‏:‏ كلمتانِ تدُلُّ إحداهما على اللَّهَجِ بالشيء، والأخرى على لَونٍ من الألوان‏.‏

فالأولى قولهم‏:‏ أُولِعْتُ بالشَّيءِ وَلُوعاً‏.‏ ورَجلٌ وُلَعَةٌ، إذا لَهِجَ بالشَّيء‏.‏ ويقاس على هذا فيقال وَلَع الظَّبيُ، إذا أسْرَع‏.‏ ووَلَعَ الرّجُل‏:‏ كَذَب‏.‏

والأخرى قولهم للمُلمَّع مُوَلَّع‏.‏ والتَّوليع‏:‏ استطالةُ البَلَق‏.‏ قال‏:‏

* كأنَّه في الجِلْدِ توليعُ البَهَقْ *

والوَليع‏:‏ الطَّلْع في قِيقائِه‏.‏

‏(‏ولغ‏)‏

الواو واللام والغين‏:‏ كلمةٌ واحدة، وهي قولُهم‏:‏ وَلغَ الكَلْبُ في الإناء يَلَغُ، ويُولَغ إذا أوْلَغَه صاحبُه‏.‏ أنشدنا عليُّ بن إبراهيمَ القَطّانُ قال‏:‏ أنشدنا ثعلب‏:‏

ما مَرَّ يومٌ إلاَّ وعِندهُما *** لَحمُ رجالٍ أو يُولَغَانِ دما

ورجلٌ مُستَولِغٌ‏:‏ لا يبالي ذمَّاً ولا عاراً‏.‏

‏(‏ولق‏)‏

الواو واللام والقاف‏:‏ كلمةٌ تدلُّ على إسراعٍ وخفّة‏.‏ يقال جاءت الإبل تَلِقُ، أي تُسرِع‏.‏ قال‏:‏

* جاءت به عَنْسٌ من الشَّام تَلِقْ *

وعلى هذا قراءة من قرأ‏:‏ ‏{‏إذْ تَلِقُونَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ‏}‏ ‏[‏النور 15‏]‏‏.‏ وناقَةٌ وَلَقَى‏:‏ سريعة‏.‏ والوَلْق‏:‏ أخَفُّ الطَّعن، وَلَقَهُ بالسَّيف وَلَقات‏.‏ ووَلَق يَلِقُ‏:‏ كذَب؛ كلُّ هذا قياسُه واحد‏.‏

ومن الباب الأوْلَقُ الجُنون‏.‏ يقال‏:‏ أخَذَه الأَوْلَق‏.‏ ورجُلٌ مُؤَوْلَق على مُعَوْلقٍ‏:‏ به جُنون‏.‏

‏(‏باب الواو والميم وما يثلثهما‏)‏

‏(‏ومأ‏)‏

الواو والميم والهمزة‏:‏ كلمةٌ واحدة‏.‏ يقال‏:‏ ومَأت إليه وَمْئاً، وأومَأت إيماءً أُومئ، إذا أشرتَ‏.‏ وإذا تركت الهمزة فالوامِيَة، وهي الداهية‏.‏‏

‏(‏ومد‏)‏

الواو والميم والدال‏:‏ كلمتان‏.‏ والوَمَد‏:‏ شِدّة الحَرّ‏.‏ ويقال‏:‏ وَمِدَ‏:‏ غَضِبَ‏.‏‏

‏(‏ومض‏)‏

الواو والميم والضاد‏:‏ كلمةٌ تدلُّ على لَمَعانِ شيء‏.‏ يقال‏:‏ وَمَض البَرقُ وَمِيضاً، وأوْمَضَ إيماضاً‏.‏ وأوْمَضَ بعينِه من هذا‏.‏‏

‏(‏ومق‏)‏

الواو والميم والقاف‏:‏ كلمةٌ واحدة، وهي الوَمَق‏:‏ الحُبُّ‏.‏ وَمِقَ يَمِق‏.‏ والمِقَةُ الاسم أيضاً‏.‏‏

‏(‏باب الواو والنون وما يثلثهما‏)‏

‏(‏وني‏)‏

الواو والنون والحرف المعتلّ‏.‏ يدلُّ على ضَعْف‏.‏ يقال‏:‏ وَنَى يَنِي وَنْياً‏.‏ والواني‏:‏ الضَّعيف‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏(‏وَلاَ تَنِيَا في ذِكْرِي‏(‏‏[‏طه 42‏]‏‏.‏ والوَنَى‏:‏ التَّعَب‏.‏ يقال‏:‏ أوْنَيْتُه‏:‏ أتْعَبتُه‏.‏ وناقةٌ وانيةٌ‏.‏ ولا يَني يَفعلُ، كما يقال لا يزال‏.‏ وامرأةٌ وَناةٌ، إذا كان فيها فُتورٌ عند القِيام‏.‏‏

‏(‏ونم‏)‏

الواو والنون والميم‏.‏ قال‏:‏ وَنَمَ الذُّبابُ يَنِمُ وَنْماً ووَنِيماً‏:‏ ذَرَق‏.‏‏

‏(‏باب الواو والهاء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏وهي‏)‏

الواو والهاء والحرف المعتلُّ يدلُّ على استرخاء في شيء‏.‏ يقال‏:‏ وَهَتْ عَزالِيُّ السَّحابِ بمائِهِ‏.‏ وكلُّ شيءٍ استرخَى رباطُه فهو واهٍ‏.‏ والوَهْيُ‏:‏ الشَّقُّ في الأديم وغيرِه‏.‏

‏(‏وهب‏)‏

الواو والهاء والباء‏:‏ كلماتٌ لا ينقاس بعضُها على بعض‏.‏ تقول‏:‏ وهَبْتُ الشَّيءَ أهَبُهُ هِبَةً ومَوْهِباً‏.‏ واتَّهَبْتُ الهبة‏:‏ قَبِلتُها‏.‏ والمَوْهِبَة‏:‏ قَلْتٌ يَسْتنقِعُ فيه الماء؛ والجمع مَواهب‏.‏ ويقال أوْهَبَ إليَّ من المال كذا، أي ارتفع‏.‏ وأصبح فلانٌ مُوهَباً لكذا، أي مُعَدَّا له‏.‏

‏(‏وهت‏)‏

الواو والهاء والتاء‏.‏ يقال‏:‏ أوهَتَ اللَّحمُ، إذا أنْتَنَ، يُوهِتُ إيهاتاً‏.‏

‏(‏وهث‏)‏

الواو والهاء والثاء‏.‏ يقولون‏:‏ الوَهْثُ‏:‏ الانهماك في الشَّيء‏.‏

‏(‏وهج‏)‏

الواو والهاء والجيم‏:‏ كلمةٌ واحدة، وهي الوَهَج‏:‏ حَرُّ النَّار وتَوقُّدُها‏.‏ ويُستعار ذلك فيقال‏:‏ تَوهَّجَ* الجوهرُ‏:‏ تلألأ‏.‏ وتوهَّجَتْ رائحةُ الطيِّب ووَهَج الطيِّب‏:‏ أرَجُه ورائحتُه‏.‏ وسراجٌ وَهَّاجٌ‏:‏ وَقّادٌ‏.‏ وكذلك نَجْمٌ وَهَّاج‏.‏

‏(‏وهد‏)‏

الواو والهاء والدال‏:‏ كلمةٌ واحدة، وهي الوَهْدة‏:‏ المكان المطمئِنّ، والجمع وِهاد‏.‏

‏(‏وهز‏)‏

الواو والهاء والزاء‏.‏ يقولون‏:‏ الوَهْز‏:‏ المُلَزَّز الخَلْق‏.‏ ووَهَزْتُ‏:‏ دفَعْت‏.‏ والتَّوهُّز‏:‏ التوثُّب‏.‏

‏(‏وهس‏)‏

الواو والهاء والسين‏:‏ كلمتان‏:‏ إحداهما الشِّدة في الأمور، والثانية من السِّرَار‏.‏

فالأولى الوَهْس‏:‏ شِدَّة السَّير‏.‏ والوَهْس‏:‏ شِدَّة الأكْل‏.‏ والوَهْس‏:‏ شِدَّة الوَطْء‏.‏ وقال حميد‏:‏

* بِتَنَقُّص الأعراضِ والوَهْسِ *

فهذا من التَّوهُّس، وهو التشدُّدُ والتَّطاوُل على العشيرة‏.‏

والكلمة الأخرى‏:‏ الوَهْس السِّرار‏.‏ والوَهْس‏:‏ النَّميمة‏.‏

‏(‏وهص‏)‏

الواو والهاء والصاد‏:‏ كلماتٌ متقاربة، وهي الوهْص‏:‏ شِدَّة الوطْءِ للشَّيء بالقَدَم‏.‏ يقال‏:‏ وَهَصَ يَهِصُ‏.‏ ورجلٌ موهوصُ الخَلْق‏:‏ تَداخَلَتْ عِظامُه‏.‏ ووَهَصْتُ الشَّيءَ‏:‏ كَسَرتُه‏.‏

‏(‏وهط‏)‏

الواو والهاء والطاء‏.‏ يقال‏:‏ أوهَطَه، إذا ضَرَبه ولم يأتِ عليه‏.‏ ووَهَطَه‏:‏ كَسَره‏.‏ ووَهَطه‏:‏ وَطِئه‏.‏ وهي متقاربةٌ‏.‏ والوَهْطُ‏:‏ مكانٌ مطمئِنّ‏.‏ والوَهْط‏:‏ غَيْضَة العُرْفُط‏.‏ قال الراعي‏:‏

جواعلَ أرماماً يساراً وحارَةً *** شِمالاً وقَطَّعن الوِهاطَ الدَّوافعا

‏(‏وهف‏)‏

الواو والهاء والفاء‏:‏ كلمتان‏.‏ يقال‏:‏ أوْهَفَ من المالِ كذا‏:‏ ارتَفَع‏.‏ ووهف النَّباتُ‏:‏ أوْرَقَ واهْتَزَّ‏.‏

‏(‏وهق‏)‏

الواو والهاء والقاف‏:‏ كلمتان‏.‏ إحداهما الوَهَق، وأظنُّه فارسيَّاً معرَّباً‏.‏

والأخرى عربيّة صحيحة، وهي المُوَاهَقة‏:‏ مَدُّ الأعناقِ في السَّير‏.‏ ويقال‏:‏ تَوَاهَقَت الرِّكاب‏.‏ أمّا قولهم تَوَهَّقَ الحَصَى، إذا اشتد حَرُّه، فهو من باب الإبدال، إنَّما هو توهَّج‏.‏ وأنشد‏:‏

* حتَّى إذا حَامِي الحَصَى تَوَهَّقا *

‏(‏وهل‏)‏

الواو والهاء واللام كلماتٌ لا تنقاس، وهي الوَهَل‏:‏ الفَزَع‏.‏ يقال‏:‏ وَهِل يَوْهَلُ‏.‏ قال أبو زيد‏:‏ وَهَلْتُ عن الشَّيءِ‏:‏ نَسِيته‏.‏ ووَهَلْتُ إليه‏:‏ ذَهَبَ وَهْمِي إليه‏.‏ ولقيتُه أوَّلَ وَهْلَةٍ، أي قبلَ كلِّ شَيء‏.‏

‏(‏وهم‏)‏

الواو والهاء والميم‏:‏ كلماتٌ لا تنقاس، بل أفراد‏.‏ منها الوَهْم، وهو البَعير العَظيم‏.‏ والوَهْم‏:‏ الطَّريق‏.‏ والوَهْم‏:‏ وَهْمُ القَلْب‏.‏ يقال‏:‏ وَهَمْتُ أهِمُ وَهْماً، إذا ذَهَب وَهْمي إليه‏.‏ ومنه قياس التُّهمَةِ‏.‏ وأوْهَمْتُ في الحِساب، إذا تركت منه شيئاً‏.‏ ووَهِمْتُ‏:‏ غَلِطْت، أَوْهَم وَهَماً‏.‏

‏(‏وهن‏)‏

الواو والهاء والنون‏:‏ كلمتانِ تدلُّ إحداهما على ضَعف، والأخرى على زمان‏.‏

فالأولى‏:‏ وَهَنَ الشيءُ يَهِن وَهْناً‏:‏ ضَعُف، وأوْهَنْتُه أنا‏.‏ ومن هذا الواهِنَةُ‏:‏ القُصَيرَى من الأضلاع، وهي أسفَلُها‏.‏ قال أبو بكر‏:‏ الواهِنة‏:‏ داءٌ يصيب الإنسان في أخدَعَيه‏.‏ والوَهْنانة‏:‏ المرأة القليلة الحركة، الثقيلةُ القيامِ والقُعودِ‏.‏

والكلمة الثانية‏:‏ الوَهَن والمَوْهِن‏:‏ ساعةٌ تمضي من اللَّيل‏.‏ وأوْهَن الرَّجُل‏:‏ صار أو سار في تلك السَّاعة‏.‏

‏(‏تم كتاب الواو والله أعلم بالصواب‏)‏

كتاب الياء

‏(‏باب الياء وما بعدها في المضاعف والمطابق‏)‏

‏(‏‏[‏يا‏]‏‏)‏

الياء والألف‏:‏ أداة، وهي ياءٌ تصلحُ للنداء نحو يا زيد، وقد يكون تعجُّباً وتلذُّذاً نحو قولهم‏:‏ يا بَرْدَها على الفؤاد‏.‏ ويكون تلهُّفاً كقول القائل‏:‏ يا حَسْرَتا على كذا‏.‏

‏(‏يب‏)‏

الياء والباء كلمة واحدة وهي اليَبابُ، إتْباع للخراب، وربَّما أفردُوها فقالوا‏:‏

أخْبَرَتْ عن فِعالِه الأرضُ واستَنْـ *** ـطَقَ منها اليَبَابَ والمعمورا

‏(‏يد‏)‏

الياء والدال‏:‏ أصلُ بناء اليَدِ للإنسانِ وغيره، ويستعار في المِنَّة فيقال‏:‏ له عليه يدٌ‏.‏ ويجمع على الأيادي واليُدِيّ‏.‏ قال‏:‏

* فإنَّ له عندي يُدِيّاً وأنْعُما *

واليَدُ‏:‏ القُوَّة، ويجمع على الأيدي‏.‏ وتصغير اليد يُدَيَّة‏.‏ وجَمَع ناسٌ يدَ الإنسان على الأيادِي، فقال‏:‏

ساءهَا ما تأمَّلَتْ في أياديـ *** ـنا وإشناقُها إلى الأعناق

وحكى الشيبانيُّ امرأة يَدِيَّةٌ، أي صَنَاع، ورجلٌ يَدِيٌّ‏.‏ وما أيْدَى فُلانَةَ‏.‏ ويَدِيَ مِنْ يَدِه يُدعَى عليه‏.‏ ويَدَيْتُ على الرجُل‏:‏ مَنَنْتُ عليه‏.‏ قال‏:‏

يَدَيتُ على ابنِ حسحاسِ بن عمروٍ *** بأسفَلِ ذي الجَدَاةِ يَدَ الكَريمِ

ويَدَيْتُه‏:‏ ضَربتُ يدَه‏.‏

‏(‏ير‏)‏

الياء والراء‏.‏ يقولون‏:‏ الحجر الأيَرُّ‏:‏ الصُّلْب‏.‏ والمصدر اليَرَر‏.‏ ويقولون‏:‏ حارٌّ يارٌّ، إتباع‏.‏

‏(‏يل‏)‏

الياء واللام كلمة واحدة، هي اليَلَل‏:‏ قصَر الأسنان‏.‏ قال‏:‏

* يَكْلَحُ الأرْوَقُ منها والأيَلّ *

‏(‏يم‏)‏

الياء والميم‏:‏ كلمةٌ تدلُّ على قَصْدِ الشيءِ وتعمُّده وقصده‏.‏ ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طيِّباً‏}‏ ‏[‏النساء 43، المائدة 6‏]‏‏.‏ قال الخليل‏:‏ يقال تَيمَّمْتُ فلاناً بسَهمِي ورُمْحي، إذا قَصَدته دون مَنْ سِواه‏.‏ وأنشد‏:‏

يَمَّمْته الرُّمْحَ شَزْراً ثم قلتُ له *** هذي البَسالَةُ لا لِعْبُ الزّحاليقِ

ال الخليل‏:‏ ومن قال في هذا البيت أمَّمته فقد أخطأ، لأنَّه قال ‏"‏شَزْراً‏"‏‏.‏ ولا يكون الشَّزْرُ إلا من ناحية، وهو لم يقصد به أمامَه فيقول أمَّمْته‏.‏ وحكى الشَّيبانيُّ‏:‏ رجلٌ مُيَمَّمٌ، إذا كان يَظفَر بكلِّ ما طَلَب‏.‏ وأنشد‏:‏

إنا وَجَدْنا أعصُرَ بن سَعْدِ *** مُيَمَّمَ البيت رفيع الجَدِّ

وهذا كأنّه يُقصَد بالخَير‏.‏ فأمّا البحر فليس من هذا القياس‏.‏ وحكى الخليلُ‏:‏ يُمَّ الرّجُل فهو ميمومٌ، إذا وقَعَ في اليَمِّ فَغرِقَ‏.‏ واليمام طائر، يقال‏:‏ إنَّه الطّير الذي يُسْتَفْرَخ في البُيوت‏.‏

‏(‏يه‏)‏

الياء والهاء‏.‏ يقولون‏:‏ يَهْيَه بالإبلِ، إذا قال‏:‏ ياه ياه‏.‏

‏(‏باب الياء وما بعدها مما جاء على ثلاثة أحرف وكتبت ذلك كلّه باباً واحداً لقلّته‏)‏

‏(‏يأس‏)‏

الياء والهمزة والسين‏.‏ كلمتان‏:‏ إحداهما اليأس‏:‏ قَطْعُ الرَّجاء‏.‏ ويقال إنَّه ليست ياء في صَدرِ كلمةٍ بعدها همزة إلاّ هذه‏.‏ يقال منه‏:‏ يَئِس يَيْأَس ويَيْئِس، على يَفْعَل ويَفْعِل‏.‏

والكلمة الأخرى‏:‏ ألم تَيْأَس، أي ألم تَعْلَم‏.‏ وقالوا في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏أفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا‏}‏ ‏[‏الرعد 31‏]‏، أي أفلم يَعلَمْ‏.‏ وأنشدوا‏:‏

أقولُ لَهُم بالشِّعْبِ إذ يأسِرُونَني *** ألم تَيأَسُوا أنِّي ابنُ فارِسِ زَهْدَمِ

‏(‏يبس‏)‏

الياء والباء والسين‏:‏ أصلٌ صحيح يدلُّ على جفاف‏.‏ يقال‏:‏ يَبِس الشّيءُ يَيْبَس ويَيْبِس‏.‏ واليَبْس‏:‏ يابس النَّبت‏.‏ قال ابن السِّكِّيت‏:‏ هو جمع يابس‏.‏ واليَبَس بفتح الباء‏:‏ المكان يفارقه الماء فيَيْبَس‏.‏ ويقال يَبِسَتِ الأرضُ‏:‏ ذَهَبَ ماؤها ونَداها؛ وأيْبَسَتْ‏:‏ كَثُر يَبْسها‏.‏ وقال الشَّيبانيّ‏:‏ امرأة يَبَسٌ، إذا لم تَنَلْ خيراً‏.‏ قال‏:‏

* إلى عجوزٍ شَنّة الوجهِ يَبَسْ *

ويَبِيس الماء‏:‏ العَرَقُ إذا يَبِس‏.‏ والأيْبَسانِ‏:‏ ما لا لحمَ عليه من السَّاق والكَعْب‏.‏

‏(‏يتم‏)‏

الياء والتاء والميم‏.‏ يقال‏:‏ اليُتم في النَّاس من قِبَل الأب، وفي سائر الحيوان من جهة الأمّ‏.‏ ويقولون لكلِّ منفردٍ يتيم، حتَّى قالوا بَيْتٌ ‏[‏من الشِّعر‏]‏ يتيم‏.‏ وقال الشَّاعر يصف رامياً أصاب أتاناً وأيتم *أطفالَها‏:‏

فناط بها سهماً شِداداً غِرارُه *** وأيْتَمتِ الأطفالَ منها وجوبُها

‏(‏يتن‏)‏

الياء والتاء والنون‏:‏ كلمةٌ واحدة، وهي اليَتْنُ، وهو الفصيل يَخرجُ رجلاهُ عند الولادة قَبْلَ رأسِه‏.‏ يقال‏:‏ أيْتَنَت النّاقةُ والمرأةُ، إذا وَلدَتْ يَتْناً‏.‏

‏(‏يدع‏)‏

الياء والدال والعين‏:‏ كلمتان متباينتان، إحداهما الأيْدَع‏:‏ صِبْغٌ أحمر‏.‏ ويقال منه يَدَّعْتُ الشَّيء أُيَدِّعُه تَيدِيعاً‏.‏

والأخرى يقولون‏:‏ أيْدَعَ الحَجَّ على نَفْسِه‏:‏ أوْجَبَه‏.‏ قال جرير‏:‏

‏[‏ورَبِّ الراقصاتِ إلى الثَّنايا *** بشُعْثٍ أيْدَعُوا حَجَّاً تَماما‏]‏

‏(‏يزن‏)‏

الياء والزاء والنون‏.‏ ليس فيه إلا ذو يَزَن، من ملوك حِمْيَر، ينسب إليه الرِّماح، فيقال يَزَنيّة وأزَنيَّة‏.‏

‏(‏يسر‏)‏

الياء والسين والراء‏:‏ أصلانِ يدلُّ أحدُهما على انفتاحِ شيءٍ وخِفّته، والآخرُ على عُضوٍ من الأعضاء‏.‏

فالأول‏:‏ اليُسْر‏:‏ ضِدُّ العُسْر‏.‏ واليَسَرات‏:‏ القوائم الخِفاف‏.‏ ويقال‏:‏ فرسٌ حَسَنُ التَّيْسُور، أي حَسَنُ نَقلِ القوائم‏.‏ قال‏:‏

قد بَلَوْناهُ على عِلاَّتِهِ *** وعَلَى التَّيْسورِ منه والضُّمُرْ

ومن الباب‏:‏ يسَّرت الغنم، إذا كثر لبنها ونسلها‏.‏ قال‏:‏

هما سَيِّدانا يَزْعُمانِ وإنَّما *** يَسُودَانِنا أنْ يَسَّرَتْ غَنَماهُما

ويقال رجل يَسْرٌ ويَسَرٌ، أي حَسَنُ الانقياد‏.‏ واليَسَار‏:‏ الغِنَى‏.‏ وتَيسَّرَ الشَّيءُ واستَيْسَر‏.‏ ويُسْرٌ‏:‏ مكان‏.‏

ومن الباب الأيْسار‏:‏ القوم يجتمعون على الميْسِر، واحِدُهم يَسَر‏.‏ قال‏:‏

وهُمُ أيسارُ لُقمانَ إذا *** أَغْلَتِ الشَّتْوَةُ أبْداءَ الجُزُرْ

والمَيْسِر‏:‏ القِمار‏.‏ ومن الباب اليَسَرَةُ‏:‏ أسرارُ الكَفِّ إذا كانت غيرَ ملتزِقة‏.‏

والكلمة الأخرى‏:‏ اليَسَارُ لليَدِ‏.‏ يقال‏:‏ تَياسَرُوا، إذ أخذوا ذاتَ اليَسار‏.‏ ويقال ياسَرُوا، وهو أجْوَد‏.‏

‏(‏يعر‏)‏

الياء والعين والراء‏.‏ يقال‏:‏ اليَعْر‏:‏ الجَدْي‏.‏ قال‏:‏

* كما رُبِط اليَعْرُ *

‏[‏أي كما رُبِط‏]‏ عند الزُّبْيَة للذِّئب‏.‏ واليُعَار‏:‏ صوت الشَّاء‏.‏ يقال‏:‏ يَعَرَت تَيْعَِر يُعاراً‏.‏

‏(‏يعط‏)‏

الياء والعين والطاء‏.‏ يقولون للذِّئب إذا زَجَرُوه‏:‏ يعاط‏.‏

قال‏:‏ ويقال أيْعَطتُ به قال‏:‏

* يَهفو إذا قيل له يَعاطِ *

‏(‏يفن‏)‏

الياء والفاء والنون‏.‏ يقولون‏:‏ اليَفَنُ‏:‏ الشَّيخ الكبير‏.‏

‏(‏يفع‏)‏

الياء والفاء والعين‏:‏ كلمةٌ تدلُّ على الارتفاع‏.‏ فاليَفَاع‏:‏ ما عَلاَ من الأرض‏.‏ ومنه يقال‏:‏ أيْفَعَ الغُلامُ‏:‏ إذا عَلاَ شبابُه، فهو يافعٌ، ولا يقال مُوفِعٌ‏.‏

‏(‏يقن‏)‏

الياء والقاف والنون‏:‏ اليَقَن واليَقين‏:‏ زَوال الشَّكِّ‏.‏ يقال يَقِنْت، واستَيْقَنْت، وأيْقَنْت‏.‏

‏(‏يقه‏)‏

الياء والقاف والهاء‏.‏ سمعت عليَّ بن إبراهيمَ القَطَّانَ يقول‏:‏ سمعت ثعلباً يقول‏:‏ أيْقَه يُوقِهُ إيقاهاً، إذا فَهِمَ‏.‏ يقال أيْقِهْ لهذا، أي افْهَمْه‏.‏ ويقال بل ذلك من الطَّاعة‏.‏ قال‏:‏

* واستيقَهوا للمُحَلِّمِ *

‏(‏يلب‏)‏

الياء واللام والباء‏:‏ كلمةٌ واحدة قد اختُلِفَ في معناها‏.‏ وهي اليَلَبُ، قال قومٌ‏:‏ اليَلَب‏:‏ البِيْضُ من جُلودِ الإبل‏.‏ وقال قومٌ‏:‏ اليَلَب‏:‏ التُّرْس‏.‏ وأنشدوا‏:‏

عَليْهمْ كلُّ سابغَةٍ دِلاصٍ *** وفي أيديهم اليَلَبُ المُدَارُ

وقال الخليل‏:‏ اليَلَب‏:‏ الفُولاذ‏.‏ ‏[‏قال‏]‏‏:‏

* ومِحْوَرٍ أُخْلِصَ مِن ماءِ اليَلَبْ *

‏(‏يلق‏)‏

الياء واللام والقاف‏.‏ يقولون‏:‏ اليَلَق‏:‏ الأبيضُ من كلِّ شيء‏.‏ وأنشدوا‏:‏

وأتْركُ القِرْنَ في الغُبار وفي *** حِضْنَيْهِ زرقاءُ متنُها يَلَقُ

ويقال اليَلَقَة‏:‏ العَنْز البيضاء‏.‏

‏(‏يمن‏)‏

الياء والميم والنون‏:‏ كلماتٌ من قياسٍ واحد‏.‏ فاليَمين‏:‏ يَمين اليَدِ‏.‏ ‏[‏و‏]‏ يقال‏:‏ اليَمِين‏:‏ القُوَّة‏.‏ وقال الأصمعيُّ في قول الشَّماخ‏:‏

إذا ما رايةٌ رُفِعَتْ لمَجْدٍ *** تلقَّاها عَرَابةُ باليَمِين

أراد اليَدَ اليُمْنى‏.‏ واليُمْن‏:‏ البَرَكة، وهو ميمونٌ‏.‏ واليمين‏:‏ الحَلِف، وكلُّ ذلك من اليد اليُمْنى‏.‏ وكذلك اليَمَنُ، وهو بلدٌ‏.‏ يقال‏:‏ رجلٌ يَمانٍ، وسيفٌ يَمانٍ‏.‏ وسمِّي الحَلِف يميناً لأنَّ المتحالِفَينِ كأنَّ أحدَهما يَصْفِقُ بيمينه على يمينِ صاحبه‏.‏

‏(‏ينف‏)‏

* الياء والنون والفاء‏.‏ يَنُوفُ في شعر امرئ القيس‏:‏ هَضْبةٌ في جبَلَيْ طَيّ‏.‏

‏(‏ينم‏)‏

الياء والنون والميم‏.‏ اليَنَمة‏:‏ نَبْتٌ‏.‏

‏(‏يهر‏)‏

الياء والهاء والراء‏.‏ يقولون‏:‏ اليَهْر‏:‏ اللَّجاج‏.‏ واستَيْهَرَ الرَّجُل‏:‏ لَجّ‏.‏

‏(‏يهم‏)‏

الياء والهاء والميم‏.‏ اليهماء‏:‏ المفازةُ لا عَلمَ بها‏.‏ ويقال الأيْهمانِ‏:‏ السَّيل والحَريق‏.‏ ويقال الأيْهَمُ من الرِّجال‏:‏ الأصَمُّ‏.‏ ويقال للشُّجاع أيْهَم، وهو من الباب، كأنَّه لا مَأتَى لأحدٍ إليه‏.‏

‏(‏يوح‏)‏

الياء والواو والحاء‏:‏ كلمةٌ واحدة، وهو يُوح‏:‏ اسمٌ من أسماء الشمس‏.‏

‏(‏يوم‏)‏

الياء والواو والميم‏:‏ كلمةٌ واحدة، هي اليَوم‏:‏ الواحدُ من الأيّام، ثم يستعيرونه في الأمر العظيم ويقولون نِعْمَ فلانٌ في اليَوم إذا نَزَل‏.‏ وأنشد‏:‏

* نِعَمْ أخُو الهيجاء في اليَومِ اليَمِي *

وقال قوم‏:‏ هو مقلوبٌ كان في اليَوِم‏.‏ والأصل في أيَّامٍ أيْوَام، لكنَّه أُدغِم‏.‏

أما ما زاد على الثَّلاثة في هذا الباب، مثل ‏(‏اليَرْبُوع‏)‏

وهي دوَيْبَّة، و‏(‏يَبْرِين‏)‏

وهو موضعٌ، و‏(‏يَمْؤُود‏)‏

و‏(‏يَلَمْلَم‏)‏

وهما موضعان، و‏(‏اليَرَنْدَج‏)‏، وهي جلودٌ سودٌ، وما أشْبَهَ ذلك- فإنَّ سبيل الياء في أوائلها سبيلُ الهمزة في الرُّباعيِّ والخماسيّ، فإنَّهما زائدتان، وإنَّما الاعتبارُ بما يجيء بعد الياء، كما هو الاعتبار في باب الهمزة بما يجيء بعدها‏.‏ وقد مضى ذلك في أبواب الكتاب‏.‏

ال الشيخ الإمام الأجلُّ السعيد، أبو الحسين أحمد بن فارس رحمَةُ الله عليه وأجْزَلَ له الثَّواب‏.‏

قد ذكرنا ما شَرَطْنا في صدر الكتاب أن نَذكُرَه، وهو صدرٌ من اللُّغةِ صالح‏.‏ فأمَّا الإحاطة بجميع كلامِ العرب ‏[‏فهو‏]‏ مما لا يقدِرُ عليه إلاَّ الله تعالى، أو نبيٌّ من أنبيائه عليهم السَّلاَمُ، بوحْي الله تعالى وعَزّ‏.‏ ذلك إليه، والحمد لله أوّلاً وآخراً، وباطِناً وظاهراً‏.‏ والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسوله محمدٍ وآله أجمعين، الطيِّبين الطَّاهرين‏.‏

قد وقعت الفراغة من كتابة كتاب المقاييس اللغة‏.‏